
كتبت: أماني إبراهيم عبدالغني الطوخي.
قليلون من يتجهون إلى جهات أخرى بعيدة ليس لها صلة في أعين البعض حول موضوع معين، مثل “العلاج بالفن” لذا سنُبحر قليلاً لأخذ الفكرة من مصدرها الصحيح.
” رانيا عصمت ” أستاذ مساعد بقسم الجرافيك في كلية الفنون الجميلة، متخصصة في علاج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وتنمية قدراتهم الذهنية والإدراكية عن طريق الرسم.
نصت أقوال “رانيا عصمت” أن العلاج بالفن يساعد في تنمية مهارات وقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، سواء كان للأطفال المصابين بالتوحد أو متلازمة داون، أو الأطفال اللذين يعانون من نقص في الجانب الإدراكي، وأصحاب الذاكرة قصيرة المدى، لذا كان تخصص “رانيا عصمت” استخدام الرسوم التوضيحية في العلاج ومساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في تنمية قدراتهم.
كان دخول “رانيا عصمت” لهذا المجال صدفةً، حيث قابلت طفلة مصابة بمرض “الديسليكيا” وهو قصور في دخول المعلومات وتخزينها للذاكرة قصيرة المدى تمهيدا لدخولها وتخزينها بعد ذلك في الذاكرة طويلة المدى، فتحدث مشكلة في الاتصال بين الذاكرة الطويلة والقصيرة مما يؤدي إلى نسيان المعلومات، فتخصصت في هذا التخصص.
كما أن العلاج بالفن والرسوم له أثره الواضح مع مصابين التوحد، حيث يصبح الطفل المصاب بالتوحد في حالة تفاعل مع الرسوم التي يراها وتتطور حالته تطور ملحوظ جدا من حين لآخر.
كما طبقت “رانيا عصمت” الرسوم التوضيحية على الأطفال الطبيعيين من غير ذوي الاحتياجات الخاصة وعملت على تحويل الكتاب الوزاري لوسيلة تعليمية داخل الفصل، وتحويل المنهج لوسيلة تعليمية إلكترونية، وبدأت المدارس بعرضها على الأطفال، وتمت ملاحظة أن الأطفال الذين يتعلمون عن طريق الرسومات التوضيحية يتمكنون من استيعاب وتلقي المعلومات بسهولة أكثر.
كما أن الفن ينعكس على ثقافة الفرد ويؤثر على طريقة أداؤه وطريقة الحديث مع الآخر وتقبل وجهات النظر والآراء المختلفة.
كما تعمل “رانيا عصمت” على علاج الأطفال الذين يعانون من مشكلة في الإبصار عن طريق اللمس وعن طريق الرسم البارز سواء يتم اعداده من الفوم أو البلاستيك.
كانت فكرة دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال الطبيعيين في فصل دراسي واحد مخيفة جدا في البداية لكن بعد تجربتها فقد تمت ملاحظة أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يستفيدون، لأن الاستفادة دائما تكون متبادلة.