
كتب: السيد حامد الطنطاوي
صدرت الطبعة الـ 11 من رواية “مثل إيكاروس” للكاتب والأديب الراحل العراب “أحمد خالد توفيق”، بعد صدورها لأول مرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015، وسبق وأن حصدت الرواية جائزة أفضل رواية في معرض الشارقة للكتاب لعام 2016.
تدور أحداث رواية أديب الشباب، التي صدرت طبعتها الأولى عام 2015، حول”محمود السمنودي” ، شاب بسيط لا يميزه أي شىء، طفولة بائسة كبؤس السواد الأعظم من البشر، منطوٍ كئيب لا يتحلى بأي مميزات تمنحه أملًا في أي شيء فينغلق على نفسه ويتحول لعثة كتب، يدفعه الواقع لأن يكبر فيكبر، يدفعه الواقع لاستكمال تعليمه فيتخرج من كلية الحقوق، ثم يتجه للزواج فيتزوج من زميلته سميرة، كل شيء في حياته يسير بقوة الدفع دون ذرة مجهود مبذول أو رغبة حقيقية منه لذلك.
ومن أحداث الرواية أيضًا: يقرأ، ويقرأ، ويقرأ، ثم يعلم نفسه الإنجليزية من خلال القراءة فيقرأ المزيد من الكتب، وفجأة تنتابه حالات غريبة من الغيبوبة أو الإغماء ليجد نفسه في دوامه تشبه السجل الزمني المدون فيه كل ما حدث ويحدث فى العالم، يعرف أنه دخل السجلات الأكاشية، يرى كل شيء ويتعرف على كل الحقائق، يرى الحياة عارية ويعرف نهايات كل القصص وكل ما أخفاه البشر عن بعضهم البعض وعن أنفسهم، ينكشف عنه الحجاب الذى يعوق بينه وبين الحقيقة الصارمة.
تتابع تلك النوبات التي يرحل فيها “محمود السمنودي” للسجلات الأكاشية وتتعالى الأحداث فيُوضع في مصحة نفسية ويشتهر بقدرته على التنبؤ ومعرفة حقائق الأشياء وخفاياها، تتصاعد الأحداث بمعاونة طبيبه النفسي ويتغير “السمنودي” تغيرات كلية للدرجة التي تجعله يجبر نفسه على الصمت بطرق قاسية جدًا، ثم ينتهي الأمر بالنهاية الوحيدة الصالحة لتعود الحياة كما كانت، عادية ومستقرة لتبقى الأسرار فى مأمن ليتمكن الناس من مواصلة حياتهم حتى لو كانت بائسة.
اشتهر “أحمد خالد توفيق” أو العرَّاب كما لُقب بأدب الفانتازيا واتخذ طابع الرعب والإثارة في رواياته.
وُلِد “أحمد خالد توفيق” في العاشِر من شهر يونيو عام 1962 ميلاديًا، في محافظة الغربية بمدينة طنطا وكبر وترعرع بها ثم إلتحق بكلية الطب بجامعة طنطا ثم تخرج منها عام 1985، وحضّر الدكتوراة عام 1997، وقد حصل على جائزة أفضل كاتب عربي في مجال الرواية، استلمها ضمن فعاليات الدورة الـ35 لمعرض الشارقة للكتاب عام 2016؛ عن روايته “مثل إيكاروس”.
وقد كان العرّاب أديب الشباب في الوطن العربي نظرًا لقربه من الشباب فكريًا وتواصله الدائم معهم مما حبّب الكثير لقراءة أعماله حيث أنه كان يتناول أيضًا الشعب المصري وما قد يحدث للبلاد في المستقبل.
وبعد حياة حافلة بالإنجازات والنجاحات قد فارق العرّاب عالمنا في 2 إبريل عام 2018 عن عمرٍ يناهز خمسة وخمسون عامًا (55 عامًا) إثر أزمة قلبية مفاجئة تعرّضَ لها بعد خضوعه لعلمية كيّ للقلب.