
حوار : شهد طارق
لم تكن في يوم تضع اهمية لترضي الجميع ! ترضي نفسها وترضي الكاتبة التي تقبع داخلها اولًا واخيرًا، صاحبة المقالات ذات الاسماء الغريبة، الاناقة عنوان لها ولذكر اسمها؛ لذا كانت في يوم إحدى لجان تحكيم عروض الازياء ! والتي خطت حروفها اعمال مميزة ” العقاب / ونمضي / رسائل إلى الجانب الاخر / لقد تركنا الله ” .
الكاتبة ” أماني عيسى ” زوجة وأم ولكن بجانب موهبتها الرائعة والمتعددة بأسلوبها الخاص على مواقع السوشيال ميديا، المثيرة للجدل في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 53 لعام 2022 والتي نالت هجوم قاسي بمجرد الإعلان عن مسمى عملها لدى دار ابهار للنشر والتوزيع، ولكن هل كان مسمى ” لقد تركنا الله ” لإثارة الجدل هذه أم هناك غرض اخر ؟ هل هناك تغير في اسلوب ” اماني عيسى ” خلال أعمالها ! وهنا ستجد اجابات بين سطور حديثها الراقي عن ما تريده وما لا تعرفه، وإليكم نص الحوار :
– كان لعملك الأخير اسم ” لقد تركنا الله ” هل كان لتفكيرك أن الهجوم لأسم العمل طبيعي، وهل استوطن الخوف قلبك ؟
انا توقعت الهجوم لأني مدركة طبيعة الناس وعدم تقبلهم لكل الأشياء الغير دارجة بالنسبالهم، وطبيعة الناس مبتحبش الخروج عن المألوف وبيعتبروه حرب ضدد طبيعتهم فى المطلق .
مخوفتش لأني كنت واثقة جدا فى محتواها وكانت لحظة انتصار بالنسبة ليا أن القارئ بعد ما استفزه الإسم يلاقى أمر تاني خالص قد يسكن روحه وعقله بعد ما خاف جدا من الرواية .
– ويعني ذلك انكِ لم يحيد تفكيرك ولو للحظة عن تغيير الاسم ! كان هدفك اثارة مشروعة ؟!
لا اطلاقا مفكرتش إذا كانت إثارة مشروعة أو لا لكن توقعت ردود الأفعال كنت هفكر فى ده لو كانت مقصودة لكن الأمر لم يكن مقصود تماما كان بالنسبالي مجرد اسم خادم القصة والهدف وملوش اى علاقة بفكرة أنني أعمل جدل بدليل روايتي السابقة ليها كان اسمها “ونمضي” حاجة بسيطة غير جاذبة حتى للسمع أو حتى العين ومع ذلك كانت ومازالت بيست سيلر ، قصدي هنا أن الجدل مكنش مقصود لكن كان وارد .
أما عن تغير الإسم لا طبعا مفكرتش ابدا اغيره لسبب بسيط أن انا فى كتاباتي اسم الرواية بيلهمني بالحدث مش العكس يعنى انا مش من الكتاب اللى يكتب وبعدين يظبط اسم ده مستحيل ،عندي الإسم هو بداية خط الرواية معنى اني اغير اسمها يبقى الرواية نفسها مش موجودة .
ثم اني مكنتش فى حاجة لده لأني مقتنعة بيها كدا ودن كان كافي ، انا أفكاري وتسلسل الأحداث موافقين يبقى فين المشكلة ؟!
– القشرة الخارجية لأعمالك دائما تعطي ايحاء بالرعب مثل الاسم وتكوين وتفاصيل الاغلفة الخاصة بأعمالك، ولكن اعمالك لا تحمل لون الرعب بالشكل الكامل، هل هذه ا الطرق للترويج عن اعمالك ؟!
لا خالص هى الأغلفة مش رعب بس اتوقع أن الناس مخها بيترجم الحالة للغلاف والإسم بالشكل ده يعنى مثلا روايتي “رسائل إلى الجانب الآخر” الكل توقع أنها رعب رغم أنه ممكن يكون اى جانب .. مخك مثلا .. نفسك .. طموحك.. الجزء الصالح أو الطالح بيك لكن الوارد اول ما تسمعى الإسم أنها رعب رغم أن الغلاف نفسه مش رعب ده شخص بيقع لا اكتر ولا أقل.
“ونمضي” مثلا الغلاف فراشة وسط جمر، حاجة رمزية تماما ممكن تعبر عن حاجات كتير لكن القارئ دماغه بترسم تفاصيل معينة بالشكل اللى شايفه من منظوره.
” لقد تركنا الله” الغلاف نار وناس بتستنجد لو بصينا ليه مش هتلاقي رعب هتلاقى منطقية مع الإسم .
الساخر فعلا أن روايتي ” العقاب ” غلافها مكنش رعب لكنها رواية رعب .
القصد أن مفيش خط مقصود مني كله راجع لشعوري الداخلي وتصوري وزى انا ما بفكر كدا بيفكر كمان القارئ بشعوره وتصوره .
– ولحديثنا عن الألوان الادبية، هل ل ” اماني عيسى ” لونًا لن تكتب به يومًا ؟!
مقدرش اقول متسحيل بس اقدر اقول مش الأقرب لقلبي ممكن يكون الفانتازيا المطلقة أو جو ماتريكس والخوارزميات وهكذا من النوع ده والفضاء مثلا .
– للقارىء في السوق الأدبي الان العديد من الطلبات الخاصة بذوقه، هل ستوازي طلبات القارىء يومًا ما أم سيظل لكِ افكارك الخاصة ؟
اتوقع أن صعب اقدر احسس كل الأطراف بالرضا ، محدش كامل ومستحيل ده هيوصلني لصفة الكمال عند القارئ هيظهر ديما شخص حابب شئ تاني افتكر لما أكتب اللى شبهي ولايق عليا أفضل لرضايا عن نفسي ولنوعية القارئ اللى حابب يكمل المسيرة دى معايا ، مش عايزة جذب للجميع قلة تفهم كتاباتي وتقدرها أفضل بكتير على أرض الواقع ، من قارئ وهمي مازالت معادلة أني ارضيه مجرد وهم لأن طبيعي في اختلاف واتفاق والذوق نفسه بيتغير للشخص الواحد من وقت للتاني ف مقدرش أراهن على ده ابدا .
– ” اماني عيسي ” لها الاسلوب الخاص الذي يميزه القارىء أم هناك تغيير جذري يحدث في اسلوبك لكل عمل ؟!
ممكن اغير فكرة طريقة عرض ادخل حته مكتبتش فيها قبل كدا لكن بتفضل هويتي فى الكتابة هى اللى راسخة وواضحة وده جاي من كذا حاجة ..
اولا بكتب بروحي جدا ف صعب تنفصلي عنها ف بالتالي صعب تغيري مسارك .
ثانيا الكاتب قماشة عريضة يكتب فى كل حاجة لكن يفضل التاتش الخاص بيه ولمسته اللى بتميزه موجودة زى كدا الإمضاء على البراند ، مختلف ومتجدد بس منسوب ليا ومعروفة بيه.
– النشاط عنوان لكِ في خطط السوشيال ميديا، لا تنفكي عن كتابة مقالات عن طريق فقرات عدة مثل ” الغميضة / قصص لا تحب سماعها / تحريات اماينو ” اكثر فقرة محببة لقلبك هي ؟!
الأقرب لقلبي هى قصص لا تود سماعها بحبها وفى الغالب كلها مواقف حقيقية بشكل ما ، بحس انها قريبة من الجميع مواقف تقدري تكوني مكان أصحابها واقعية لدرجة الصدمة وانا بعشق النوع ده اوى .
كل قصة من الفقرة دى تحديدا مكنتش عبثا ابدا بالعكس بيها موقف انا حسيته فى وقت ما فقررت اجسده فى وقتها وده اللى حصل فعلا .
اخرج الفون اسجل الموقف وانزله وقتها ..وقت ما حصل بالظبط من غير تفكير ولا حتى تعديل لحظة هوس مطلق لكنها بردو لحظة حرية مطلقة فى الشعور والتفكير .
فى المطلق بحب كل فقاراتي لأني بتعب عليها جدا لكن دى اقربهم لقلبي .
– في حديث سابق لكِ ذكرتي عشقك الخالص للقصص و الروايات المترجمة، هل ستحاولين يومًا للاتجاه إلى الترجمة في عالم الأدب والنشر ؟!
– لا انا احبها فقط، لأني ببساطة معنديش المؤهلات لا ده ، لا بتاعتي ولا حتى افقه فيها، بخصوص الجزء ده اكون قارئة مستمتعة فقط لا غير .
– هناك من يستمتع بالكتابة كهواية وهناك من يطلق عليها انها مهنة، ماذا انتِ تطلقين على ” الكتابة “؟ وهل ستظنين انها ستكون بالفعل مهنة يومًا ما !
ما اظنش أنها تكون مهنة فى يوم من الأيام اتوقع ده راجع لحاجات كتير جدا أهمهم أن مفيش تقدير لقيمة الكاتب غير لما يموت ..أو يتشهر ودى بمعنى أنه يتحول عمله لسينما .. لكن بره الحالتين دول الكاتب هيفضل هاوى فقد .
غير أن المؤسسات الحالية غير كفيلة أنها توفر الكاتب مقابل مادي يسمح ليه أنه يعيش حياة طبيعية ككاتب يعنى مثلا فى الخارج بتلاقى الدار مؤسسة كبيرة قائم عليها عدد لا بأس به من الناس بيشتغلوا بشكل مختلف عن فكرة أن الكتاب آخره المطبعة ، فى تسويق مرعب للكاتب ودعم من الكتاب منهم لبعض وكمان مؤسسات الدولة الاخبارية زى المواقع والأخبار والصحف يتعامل الكاتب على أنه عالم ، لكن هنا بتعاملي الكاتب على أنه فاضي ..! اللى هو لقى نفسه قاعد قال لما اقوم أعمل قصة ، خاصة بعد تدني وجود الصحف الورقية أصبح فى اندثار واضح للمهنة بشكل عام ، المحرر دلوقتي بيشتغل مجاني فى حين أنه كان فى يوم من الأيام سلطة رابعة .
– سبق لكِ ظهور بإحدى البرامج التليفزيونية وكانت مناظرة ومناقشة لموضوع جدلي بمجتمعنا ودائمًا مناقشتك لكثير المواضيع جريئة غير الكثير من النساء لِمَ ذلك ؟
يقال عني اني جريئة من اللى حواليا خاصة لنا يكون الموضوع شائك لكن صدقيني مبحسش بالجرأة دى وانا بتكلم انا ببقى شايفة أن اى شئ متاح للنقاش طالما الأسلوب مش فج ولا فيه انحياز لفكر غير مرحب بيه ، غير كدا بشوفها نقاش اقرب لفكرة عرض وطلب .. انتى فتحتى موضوع عندي آراء كتير بخصوصه محدش فينا جارح فى حديثه ف فين الجرأة ؟ الفكرة أن الناس رافضة عموما لفكرة المرأة اللى بلسان ..
معروف عن المرأة أنها لابد أن تكون محصنة ضدد المواضيع الشائكة والخطب العصماء شايفين أن طبيعتها لازم تكون كدا ، ف بالتالي اى كلام فى اى موضوع ليه أبعاد مش دارجة للحديث بتعتبر جرأة وانا بعتبرها لباقة وثقافة وتعبير عن التفكير والرأى .
– كان بداية حروفك في بداية صباكِ ولكن الدلوف لعالم النشر والكتابة الحقيقة في سن ناضج، ما رأيك في الشباب الذين يتخذوا الكثير من الخطوات في سن الصبى الصغير للغاية ؟!
انا شايفة أنها سلاح ذو حدين ..
حلو جدا أن شخص يبدأ بدري ويختصر التأخير ويحاول يتعلم من أخطائه بدري لكن الفكرة أن الأخطاء دى هتكون كتيرة اوى لحد ما ينضج فكريا ويقدر يتجاوزها وكثرة الأخطاء دى هتعمل عنده شئ من اتنين فى السن ده ..
يا هتعمله وده وارد لكنه ضعيف لصغر الخبرة والسن وقدرته على الصبر والمثابرة أنه يحاول كل ما يقع .
يا هتكون عامل هدم وإحباط ليه وعدم ثقة فى النفس ف يقف عند هنا .
انا شايفة أن الوسطية فى كل شئ مربحة جدا ومريحة ونتائجها مضمونة ، يبدأ فى سن مناسب لتلقى الصدمات واكتساب الخبرات وفى نفس الوقت ميكتش عدى بيه الوقت والعمر وهو بيه واقف فى مكانه أو ممكن الأمر ينحسم من خلال الشخص نفسه هو اللى يفلتر قدراته ويشوف يقدر يواجه ايه وامتى ويبدأ على الأساس ده .
– هناك اخبار شائكة أن عملك القادم مع مسيرتك لدار ابهار للنشر والتوزيع ستكون مختلفة تمامًا عن غيرها وما قبل ، هل هذا صحيح أم؟!
فعلا بحضر لعمل مختلف تماما وقد يكون صادم لكنه غير جدلي بالنسبالي على الأقل ، حقيقي عمل اتكتب فى وقت عسرة جدا بالنسبالي اتمنى يشوف النور على خير ويكون عند حسن الظن .
بالنسبة لدار ابهار ليا الشرف اشتغل معاها اي وقت لكن للاسف العمل اتأخر أوى فى كتابة لظروف صعبة كتير ، ومش قادرة احدد لسه إذا هينزل المعرض ده ولا هنزله فى خطة نشر تانية مناسبة .
اتوقع ممكن يكون مختلف فى العرض المره دى انا عملت ميكس غريب عني فى الطرح واتمنى يكون مقبول .
صاحبة الاسلوب والاراء المميزة دائمًا كانت في حوار منفرد ورائع لدى الجريدة التي تتمنى لها المزيد من التوفيق والنجاح .