
حوار : فاطمة عاطف
تختار القراءة دائمًا أشخاص مميزة وكأنها شخص يعلم أنهم سيبدعون بعد قراءة عدة كتب وسيقدمون شيئًا لمن حولهم، ومنذ عدة سنوات اختارت القراءة ضيفة حديثنا اليوم لتبدع في الكتابة وتنضم إلى قائمة الكتاب.
فهيّا بنا لنعرف أكثر عن الطبيبة الكاتبة…”فاطمة محمد قطيط”، إحدي ساكنات بلدنا الحبيب فلسطين، طالبة طب أسنان في الجامعة العربية الأمريكية، في الفرقة الثانية، تعد قارئة وكاتبة وعلى خطى الشعر.
حاصلة أيضًا على ٤جوائز في القصة القصيرة بعنوان فاقدة لكل شيء، ومشاركة في كتاب مجمع بعنوان “بقايا ذكريات” وكتاب آخر بعنوان “موسم الخريف”.
_هل كانت الكتابة موهبة لديكِ منذ الصِغر، أم أنها هواية ظهرت في فترة معينة؟
=قبل خمسة سنوات بالضبط تلقيت رسالة من صديقة مفادها (أن هناك مشروع إسمه أصبوحة ١٨٠ رح يغيرك ١٨٠درجة إذا بتحبي تدخلي عليه ادخلي). وطبعًا هو مشروع قراءة هدفه أن يقرأ الشخص في اليوم ٣صفحات على الأقل، وعندما دخلت وتعرفت على الآلية وكيفية المشاركة أصبحت أُنجز في الأسبوع قراءة كتابين وأُلخصهما، ثم تطور الأمر فأصبحت عندما اقرأ كتاب ولم تُعجبني فكرته أكتب فكرة مناقدة له، أو أكتب مقالاً وأحيانًا اقرأ كتب فتُعطيني أفكار من خلالها أكتب قصة أو خاطرة، فأنجزت أكثر من ٥٠ كتاب في هذا المشروع، ثم شاركت في مسابقة تحدي القراءة العربي وحينها سألني المشرف لمذا تقرئين؟ وحينما أجبته قال هل تعلمين أنكِ ستصبحين في يوم من الأيام كاتبة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أكتب ، وعندما كنت أكتب شيئًا فأعود لقراءته مرة أخرى فأقول في نفسي من أين جئت بهذا الكلام! وهكذا علمت أن لدي هواية في الكتابة.
وهناك مقولة تقول “كن قارئاً قبل أن تصبح كاتباً”، وأنا بفضل الله ثم قراءة الكتب اكتسبت هواية الكتابة وحبها.
_عند اختيارنا لطريق الكتابة ينقسم من حولنا لفريقين إحداهما داعم والآخر ناقد. من الذي كان يقدم لكِ الدعم؟
=عائلتي هي من كانت تُقدم لي الدعم بأكمله، وكنت أجعلها تقرأ كل حرف أكتبه ودومًا كانت تُشجعني على الكتابة والإستمرار، كما أن هناك أصدقاء الطفولة…إحداهم هي من ادخلتني في عالم القراءة فكان هناك الكثير من الدعم من طرفهم.
_هل قمتِ بالمشاركة في أي من الورش التي تُقدم لمساعدة الكُتاب؟
=لأ
_للكتابة مجالات عدة، ما هو نوع الكتابة الذي وقع اختياركِ عليه؟
=أكتب في كل الأنواع، ولكن أكثرها الكتابة النثرية؛ لأنه من خلالها يستطيع الكاتب أن يكتب كل ما يجول بخاطره دون الإكتراث لجمال الكلمات أو التفكير في مضمون النص ،ولكن الإكتراث حينها يكون لجمال المشاعر، وكيف يستطيع الكاتب رسمها بكلمات هشة يستطيع من خلالها أن يصل للقارئ المشاعر الحقيقية.
_كيف تقومين بتنظيم الوقت بين مذاكرة المواد الطبية والكتابة؟
=مذاكرة المواد الطبية لها وقتها الكافي، أما الكتابة فليس لها وقت فأنا؛ أكتب في كل مكان، أكتب في فراغ واستراحة الجامعة، أكتب في المواصلات حين الذهاب إليها، أو حتى العودة منها، أكتب حينما ينتابني ذلك ولكن فعليًّا أكتب في كل مكان، ومثال على ذلك فوزي في القصة القصيرة حيث كتبتها في مكتبة الجامعة في استراحتي وكانت أول قصة أكتبها وفزت فيها على المستوى الوطني.
_كلٌ منّ لديه رُكن خاص يستمد منه أفكاره للكتابة، من أين تستمدي أفكارك للكتابة؟
=أستمد أفكاري من المواقف الحياتية والتجارب التي أخوضها في كل يوم وفي كل دقيقة، حيث أنني أحب أن تكون أفكاري من وحي الواقع الذي نعيشه الآن ومن التجارب الإجتماعية التي يخوضها الناس مع بعضهم البعض، فأتدارك المشكلة وأُحاول إيجاد الحلول إذ أمكنني ذلك.
_ما هي المقولة التي تؤمني بها؟
=”لو كان خيرًا لبقى”.
_هل لديكِ أي هوايات أو مواهب أخرى بجانب الكتابة؟
=لأ.
_لكلٍ منّ مثلٌ أعلي في المجال الذي يحبه.من هو مثلك الأعلى في الكتابة؟
=مثلي الأعلى في الكتابة “عباس محمود العقاد”.
_ماذا أضافت لكِ المشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي؟
= أضافت لي في أنني الآن لدي هدف وحيد ورسالة سامية فريدة أُود إيصالها للجميع دون إستثناء، وأن أجعل كل شخص يسير على هذه الأرض يحمل كتابًا ويقرأ ويستشعر حب القراءة قبل إستشعار أهميتها.
_ماذا تفضلين أكثر في كتاباتك اللغة العامية أم الفُصحي؟
=اللغة الفصحى طبعًا.
_هل كتبتِ قصة تحمل مغزي، أو تُفكرين في كتابة قصة تقوم بتوصيل رسالة للقراء؟
=”قصة فاقدة لكل شيء” تحمل بين طياتها معنى كبير، تدور القصة حول حياة طفلة فاقدة البصر وما عانته من تنمر الأصدقاء وكيف أنها تغلبت على هذه الصعوبات، وتخرجت من الجامعة بتميز وتفرد ، والإنجازات التي حصلت عليها من حفظ القرءان، ركوب الخيل، الخطابة التي تمتلكها، والكثير فكانت هذه القصة لهدفٍ واحد ورسالة واحدة ليتناقلها الجميع عبر هذا الزمن أنها هي ليست فاقدة البصر وإنما هي التي ميزها الله عن الجميع ،هي ليست من ذوي الإحتياجات الخاصة ولا معاقة ولا عمياء والكلمات التي يطلقونها في هذا الزمان، وإنما هي من ميزها الله عن الجميع.
في نهاية حديثنا نتمنى التوفيق للكاتبة فيما هو قادم من حياتها.