
حوار: دنيا صابر
إقترب موعد المعرض لدورته ال54، ومع بدأ العد التنازلي يزداد تتويج دور النشر بالإعلان عن إصداراتهم.
“يا حلمي الصغير مهما طال المسافات فجبران الله أت”.
إقتربت لحظة تحقيق الحُلم لبعض الكُتاب لينالوا شرف ظهور مولدهم الأول ومن هؤلاء الكُتاب، الكاتبة “منة الله عصام”
ظهور فريد من نوعه لمولدها الأولى يزين المعرض هذا العام من إصدارات دار بوڤار للنشر والتوزيع يحمل أسم “أحببتة عبرانيًا”.
“سأنتصر رغم وجع القلب وتحدي”.
كلمات بسيطة خرجت من ثغر الكاتبة الطموحة تتحدى بها ذاتها قبل أي شيء..
الكاتبة منة الله بدأت مشوارها منذُ الصغر وهي بالحادي عشر من عمرها، صادقة القلم وحروف الهجاء لتجعل من ذلك الجيش المكون من ثماني وعشرون جنديًا خير معين لها، على ما تواجهه من أزمات وشكلت علاقتها بالكتابة بكلمة “نجاة”.
مع تميزها بكتابة الروايات بالفصحى، تعشق أيضًا كتابة وإلقاء الشعر بالعامية.
من النعمة الذي وهبها الله على الكاتبة منة الله هو حب كل من يقرأ لها حرفًا، فهي تجزم على أنها طوال مشوارها لم تتلقى نقدًا لازع يزعزع عزيمتها بل كل ما تجده هو الدعم والكلام المحفز لها، تشكر الله على وجود أناس طيبوا القلب لا يهدموا من موهبتها.
عندما سُألت عن أكثر مخاوفها للنشر قبل هذا الوقت، إقتصرت إجابتها بالنص:
“خوفي الوحيد الذى كان يقتل أهداف أحلامي
منذ ثلاثة عشر عاما وأنا أكتب والقي الورق في خزانتي
وقليل منه كنت أحرقه، خوفا من أن يراني العالم
فعالمي مقتصرًا علي اخواتي وأهل بيتي، فكان لي العالم الخارجي بالنسبة لي كابوس مزعج، عالم مخيف كنت أهابه.. ولكن بعد وفات أبي قد ألعن قلمي كل تلك سنوات الخوف وظل باحثا عن شمس الغد.
كتبت ببداية مشوارها الكثير من الخواطر يقرب الي 2035 خاطرة، معاها قصص قصيرة فيما يعادل ال30 قصة قصيرة منها “قصة الجرفتة، أحلام بائسة، المختلسة، وهم الحب، معاق ذهنيًا في زلزالة العرش، روضت ديناصورآ”
ثم تطور الامر وكأنت أولى روايات الكاتبة “منة الله عصام” رواية “شحات الغرام” صرحت الكاتبه أن تلك الرواية لها مكانة خاصة جدًا بقلبها فقد قالت: “أنها ظلت أكثر من عامين تكتبها وها هي وصلت لحروف النهاية.
“أحببتهُ عبرانياً” أول أعمال الكاتبة شارفت على أن ترى نور الشمس فوق أرفف المعرض، رواية ذات طابع رومانسي إجتماعي تناقش عدة أمور حياتيه ودينيه، وسط حروفها رسائلة تتمنى أن تصل لكل من يقرأها..
تحدثت الكاتبة عن روايتها قائلة:
“طفلتى المُدللة
أخذت منى وقت طويل في الكتابة، لكن طعم الجبر كان مذاقه مختلف لتعويض لي علي كل ما مررتُ بيه من يأس وفقد، فقدت أبي مُنذ شهر وقد إقتحم الحزن قلبي وشل حركتى ولكن يشاء الله بجبرى علي مسك حُلمى لكى يصل الفرحة الي قلب أبي
كتبتُ في هذه الرواية في كل قصة عظة نسلكها في الحياة
أريد ان تصل الي قلوب القراء ونعظ منها ونحاول تفدية افكارها وتمسك بارضنا وبالدين الذى يحكم بيننا.
ما لبثت مكاني إلا وسألت، ما الطريقة التي تتخذها لتتخطي الإحباط وفقدان الشغف؟ أجابت الكاتبة بالنص:
“ما مر علي الي الان شخص جعل الاحباط طريقي
ولكن ينتابنى فترات فقدان الشغف في الكتابة وكان أول فقد لي حين رايت عمى يحتضر، بقي للحزن مطرحا في قلبي لمداوة الوجع فالوجع له حق كما للفرح حق، وللكتابة حق حينها فقدت شغفي في الكتابة ثم فعلت رجة علي الفيس بوك بكتابة رحلة حياتى مع كل شخص إقتحم قلبي من الصغر الي حتى الكبر.
أقتباس من العمل:
“أنا فتاة خُلقت من ضلوع اليأس، كابوس مزعج للغاية حين أستيقظ على أنفاس قد غادرت عالمي، فَياليت بإمكانى تمزيق أوراق الماضي؛ لمسايرة واقعي المنغمس بالحزن،فرغم الطلقة التي زرعها القدر في فؤادي الذي خدش عذرية قلبي، إلا و أنني قد أحببت..
فنحن النساء متمردات نبحث عن الحب في شاشة عرض الحياة، على موسيقى تصويرية بحتة، بنغمات تتراقص على سُلم قلبينا.”