
حوار : فاطمة عاطف
يقول دائمًا أن الشعر هو من أختاره لكتابته؛ فالشِعر يختار من يكتبه، ومن يقرأه، وهو تميز في كتابته.
ضيف حديثنا يتطلع إلى حصد كثير من النجاحات، كما قال أن ينوي كتابة سيناريو قريبًا.
وقال عن أختياره لاسم ديوانه أن “السيالة” هي التي تحوي بداخلها كثيرٍ من الأسرار، وقال أيضًا عن ما يدور حوله الديوان “أنت وأنتِ والريف والبلد”.
ضيف حوارنا هو الشاعر “محمد زايد الحصري”، ابن محافظة الغربية، طنطا، 22 عامًا، حاصل على المركز الثاني في مسابقة “مصطفى صادي الرافعي”، وأيضًا في مسابقة”ذكي عمر”.
وهذه كانت إجابته على بعض الأسئلة…
_يقولون عندما تكتب شئ لابُد أنك كنت تعيش داخل الموقف. هل هذا الكلام صحيح أم أنك تستطيع أيضًا وصف مواقف مرت بها أشخاص أخري؟
=معظم قصائدي قمت بكتابتها نتيجة تجارب حقيقية مررتُ بها، وطبيعي يحدث نفس الشئ مع مواقف الآخرين؛ لذلك تعيش القصيدة لكونها صادقة.
_من بين كل القصائد الخاصة بك أي هذه القصائد الأقرب لك، أو أن كلماتها نابعة من داخلك؟
=حقيقةً يوجد الكثير؛ لإن معظم القصائد التي قمت بكتابتها إن لم تكن جميعها ناتجة عن تجارب صادقة وحقيقية، مثل : “سِنة لولي” عندما فقدت أمي سِنة، “السيالة” عند فرق جدتي، “حكاوي لمبة جاز” ل جدي، وأيضًا قصيدة “زايد” لوالدى، وآخيرًا “رمسيس نفر”.
_ذكرت سابقًا أن أحد أحلامك هو أن تقول الشعر في بيت الأدب بالأقصر، لماذا أخترت هذا المكان بالتحديد، وهل حققت هذا الحلم؟
=سبب ذلك حبي للسفر، بالإضافة إلى أن هذا المكان لا يذهب إليه إلا الشعراء التي يتم إختيارهم من قِبل المجلس الأعلى للثقافة، فكوني ضمن الذي يقع عليهم الإختيار سيكون إثبات لنفسي أولًا قبل أي أحد أني مثل ما يطلق عليّ شاعر، وأتمنى أن أكون ضمن المشاركين في الدورة القادمة.
_هل كنت تتوقع أنك ضمن الفائزين في مسابقة “مصطفى صادي الرافعي”؟ وماذا كان شعورك حينها؟
=صراحةً لم أتوقع ذلك، ولكني فرحت كثيرًا كوني ضمن الفائزين في المسابقة في دورتها الأولى، وحصولت على المركز الثاني.
_هل تفكر في تنظيم حفل منفرد لك أم أنك لا تفكر في هذه الخطوة الآن؟
=لقد اعتدت على قول الشعر على (القهوة)، وبالرغم من ذلك أحب المسرح كثيرًا، ولكني لا أفكر في الحفل المنفرد الآن.
_هل تؤيد مقولة كلما كبُر الشخص كلما استطاع الإبداع، أم أن الإبداع لا يقتصر على السن؟
=الإبداع لا يقتصر على السن مطلقًا…أنا أرى أشخاص فوق سن الخمسين لديها الموهبة وتكتب الشعر بطريقة احترافية بطريقة أفضى مني ومن أي شخص آخر، وأيضًا أرى شاب أصغر منه يملك الشجاعة والموهبة ويقول الشعر لذلك فهو لا يقتصر على السن.
_هل جربت كتابة شعر الفصحى؟
=أحبه جدًا، و كثيرًا ما أستمع لقصائد بالفصحى، وحاولت مرات عديدة ولكنها لم تنجح.
_ذكرت سابقًا أن الشاعر عند سماعه لقصيدة تستفذه كلماتها فيتمني شيئان إما أن يكون هو صاحب القصيدة أو يقوم بكتابة قصيدة مشابهة. هل عندما تغادر الأفكار من عقلك تلجأ إلى هذه الطريقة لكتابة شئ جديد؟
_عندما قاموا بتعريف الوحي قالوا عنه هو إستفزاز لمشاعرك وملائكة تيقظك من نومك، و الإلهام هو الخيط الرفيع بين اليقظة والنوم، فأنا قمت بكتابة بعض أشعاري نتيجة مواقف حدثت وأستفزت مشاعري سواء بالسعادة أو الحزن، أما إذا عجزت عن الكتابة فأقوم بالقراءة فإن لم تقرأ لم تكتب؛ فعندما أقرأ وأجد قصائد من هذا القبيل أتمنى ذلك، ولكن في أحيانٍ أخرى أقوم بالكتابة ردًا على ما قرأت وفي بعض الأحيان تكون أفضل منها.
_من هو مثلك الأعلى في الشعر ومصدر إلهامك؟
=شاعري المفضل “محمد الشهاوي” في العامية، وفي الفصحى الأستاذ “أحمد بخيت” و”المتنبي”، أما عن مصدر إلهامي فأطلقت عليه “روز”.
_من وجهة نظرك ماذا تقدم الحفلات المشتركة للشاعر؟
=الإختلاف مع الآخرين وتبادل الثقافات وهذه ميزة، وأنا أحب ذلك؛ لأني أحب أن أستمع كثيرًا، وهذه الحفلات تعوضني عن مسرح التمثيل الذي أتمنى الوصول إليه.
_هل التمثيل موهبة أخرى تمتلكها؟
=أحبه كثيرًا، وأنوي كتابة سيناريو في القريب العاجل.
_هل أنت من الأشخاص التي تتأثر بالنقد أم ممن يجعله حافز لنجاح أكثر؟
=لولا الإبداع ما خُلق المثقف، وهذا يعني أن الإبداع في المقدمة ثم جاء بعد ذلك المثقف الذي يقرأ هذا الإبداع، وشئ طبيعي أن تختلف الثقافة من شخص لآخر، ولكن يستمر الإبداع في النهاية.
وأنا أقصد من كل ذلك أن النقد الإيجابي يسعدني لبرهة من الوقت، وفي النهاية النقد السلبي سيسعدني طوال الوقت؛ لأنه سيستفز لدي الإبداع.
_قصيدة من كتاباتك.
=#سِنه_لولي
عايز اعرف
سِنتي اللي رامتها للشمس ف صبايا
هي فين ؟
أمي وقعت منها سنه ومحتجاها
عايز أعرف
شعرك الشمس اللي ساحر كل نجمه ف السما
ليه يا أمي سحابه بيضه مبوخاها ؟
لسه مدرك .. وقت لما بنام في حِجرك
غِيّه الاحلام بحالها كات بتيجي .. مش جوزين
كنت بسأل
وقت لما تُوهتْ مني
إنتي فين ؟
شايفه إبنك .. الزعل بقع جفونه
والهزايم واخده تارها
شايفه إبنك .. اللي كان في اللفه نونو
عينه ليه فضت بكارها ؟
شايفه إبنك؟
_لا مشوفتش
فاكره إيده ؟
_مفتكرتش
كل ما يكتب قصيده يفتكر عِله صباعه
دمه يهرب من نخاعه
عاش يمثل يبقي ظابط
والقدر بيقوله فركش
فاكره إبنك ؟
_لسه برضو مفتكرتش
فاكره حضنك ؟
ياما علمني الحِبايه
علمني حضنك
إن الأمان مش شرط يبقي في معاهدات للسلام
علمني حضنك
خلاني ألون بالنجوم ريش السما
وفي ثانيه يتحول حمام
علمني حضنك
حدوته قبل النوم
وبقيت بقولها للمخده علشان تنام
ف إحضنيني
حسي بالضلع اللي نفسه يتعوج
وتمدي إيدك تعدليه
حني بربيعك
ع غصن فاته كام خريف بيهد فيه فهتعدليه
وقفي شراع المراكب
وإسنديها ريح صَبا
شوفي اللي لسه في الصِبا
عايز يوقف الزمن ويشوف مفر
الليل يا أمي شوفته بِيّعَضْ القمر
الشمس ليه عماله تصرخ نور
والريح بتعشق كل أرض تبور
وإنتي اللي أرضك سبحه ومصلي
والليل في حضنك ذِكر ويا بخور
يا محوشلنا الفرح حصاله
ومدوقانا الطيبه قبل الفول
مَسْت إيديها ع_ الغِلال ضحكت
فَرح السنابل بَعزقْ المحصول
تسهر توشوش ربها
وبكوع إيديها تنْغز الليل لو هينْعس
تسهر تقول ..
في حد طمعان في الحياه أديله قلبي الفل الأبيض؟
في حد محروم م_ الضنا ،، وأنا
وحياه ضنايا إن يرضي ربي أخلعله مبيض
تسهر ..
وتقطف م السما أول ندي
وتجيبه لجل ما عود نعناعها يفطر
تسهر ..
وتزغزع الليل الكئيب لو كان مِكَشر جوا عيني
خليني أقولك قبل ما يهل القدر
أعذريني
أعزريني ..الزمن خد مني خانه
والقصائد حرف عطف
الأمل خيط في الهزايم
مدي إيدك هاتي طرف
إعذريني وأنا بوعدك
هفضل أحارب شمس لما تقول آمين
هخلق قصيده تبدل الليل الحزين
هفضل أسأل ،، سنتي اللي رمتها للشمس في صبايا.
في نهاية حوارنا نشكر الشاعر علي وقته الثمين، ونتمنى له دوام التقدم.