
حوار وإعداد: فاطمة حمدي
أيامٌ معدودة ويقبل معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ ٥٤، ومع إقبال الكثير من القراء، تشارك الكاتبة “إيمان كرم” بـ”كبسولات مهدئة “ضمن إصدارات دار مختلف للنشر والتوزيع.
الكتابة هي من أمتع الأشياء التي تجعل للكاتب ملجأ لهُ، وصفت الكَاتبة” إيمان كرم” الكِتابة:-
” بالنسبة إلىَّ حياة كاملة، ملجأي من قسوة الدنيا، وأكسجين حياتي، هي الشيء الوحيد الذي يعبر عما في قلبي، هي محل هروبي وهدوئي، وعالمي الذي يشمل قلبي بأكمله، هي في الحقيقة بستان قلبي الذي يسعدني. “
بدأت الكاتبة مشوارها الأدبي منذ الصغر، منذ طفولتها وهى تعشق الكتابة، تؤمن أنها وُلدت معها، وُلِدنا سويًا، هى والكتابة شخص واحد لا ينفصل، منذ طفولتها وهى تذهب لأبعد ركن هادئ في مدرستها ومن ثم تكتب ما يجول في قلبي، كان القلم هو من يناديها، كانت تشعر أنها تذهب للكتابة رغمًا عنها، وكأنها سحر، كأنها جزء منهت يرغب للدخول لقلبها دائمًا.
وهدفها في المجال الأدبي هو ترك بصمة كبيرة تُغير ولو قلب واحد للأفضل، أن تكون كُتبها ومؤلفاتها محل جمال وتكون الركن الهادئ للجميع، الملجأ الذي يغير القلوب، ويحول حزن القلب لسعادة واطمئنان، تؤمن بأن العالم به من الحزن والظلام ما يكفي، تريد أن تضيف ولو شعاع نور واحد يضيئ القلوب.
ووصف تعاملها مع المشكلات التي تواجهها:
” اُنظر للطبيعة! هل رأيت يومًا يمر بدون حلول الظلام !؟ وهل رأيت ظلام اليوم لا يعقبه نور الفجر؟!
هكذا أتخطى العقبات، لا يمكن لإنسان علي وجه الأرض مهما كانت قوته ونفوذه أن تمر حياته دون عقبات، لا يمكن لأي شخص في الوجود أن يسير في طريق دون عقبات وصعاب، ولا يمكن لشخض ناجح أن يستكمل الطريق دون عواصف وعقبات ثقيلة وصعاب لا تُطاق، مجرد الإدراك بهذه الفكرة يجعلني لا أسقط ولا استسلم، لأن الفشل والعقبات هي جزء من الرحلة لا يمكن الاستغناء عنها، وإن رفضنا التقبل لهذه العقبات لن نستكمل الطريق، وسنظل للأبد في نفس المكان، كما أن القلب جزء منك فإن الصعاب جزء من الرحلة لا سبيل لغير ذلك، دائمًا العقبات تصنع منا شيئًا لا يُهزم، تجعلنا أبطال حقًا، العقبات بالنسبة إليَّ محطة للتطور والنمو.”
وتتعامل “إيمان كرم” مع الأشياء السلبية وقالت “في الحقيقة لدي سر في هذا الأمر ولا أرغب في الإفصاح عنه أبدًا، أحب أن احتفظ بهذا السر لنفسي، إنه سبب وجودي هنا الآن وبهذه القوة”، وعبراتها المُفضلة:
” من تعلق بغير الله مات ألمًا واندثر
ومن جاهد بحب الله عاش مَلِكًا مُخلَّدًا”
وقدوتها هو والدها؛ لأنها تريد أن تصبح مثله في الصبر والكفاح، ومن الأدباء المفضلة لديها وكانت تتمنى معاصرتهُ هو “د. أحمد خالد توفيق”، تحب كل كتاباته وكتبه، إنه كاتب مبدع من الدرجة الأولى.
وصفت شعورها مع مقاربة معرض القاهرة الدولي للكتاب بأنهُ مختلط بالحماس الشديد والخوف والحب، كل عام كانت تحلم بالذهاب لمعرض الكتاب ولكنها لم تكن توفق للذهاب، ولكن هذه المرة أراد الله.. ألا يكون ذهابها هذا العام عاديًا أبدًا، ستذهب بصفتها كاتبة صاحبة أول كتاب ورقي يُنشر لها، ستذهب ومعها حلمها، إن أجمل شعور أن تذهب لأكثر مكان حلمت به لتحصل علي أجمل حلم تمنيته.
“كبسولات مهدئة” هو عملها الأول وقالت “إيمان كرم”:-
” هو كتاب يُحاكي القلب، يُحاكي أعمق نقطة في القلب، لقد كتبت هذا الكتاب وأنا في أشد انكساري، أردت ألا يشعر أحد بما أشعر به، فقررت أن أكتب هذا الكتاب بكل شعوري، وضعت به نصوص تُطمئن القلوب، ونصوص تحفيزية، ومع كل حرف كتبته كان يخرج من أعماق قلبي، كنت أكتب لنفسي واستشعر تأثير هذا الكتاب علي قلبي، كان دوائي الذي يشفي ويضمد جروحي، وقد أضفت جزءًا يُسمى “خاطب نفسك” وهذا الجزء وضعت فيه نصوص تصف ما في القلب، فيستشعر القارئ أنه ليس وحده من يشعر بهذا، و وضعت أيضًا جزءًا يُسمي “استراحة ” يوجد به مساحة ليكتب القارئ كل ما يجول في قلبه وهذا الجزء الأجمل، و وضعت في نهاية الكتاب جزءًا يُسمى “وقفات روحانية” وهذا الجزء وضعت فيه نصوص روحانية جميلة جداً”.
واستغرق الكتاب تقريبًا عشرة أشهر أو أكثر، وأرهقت فيه جداً، لكنه الأقرب إلى قلبها.