
حوار: السيد حامد الطنطاوي
حوارنا اليوم مع كاتبة أبهرت الجميع بروعة قلمها وإبداعها وهي “سما هاني” كاتبة روائية صاعدة وسيناريست وصانعة محتوى وتوجه إهتمامًا كبيرًا لعلم النفس، مصرية الجنسية، ذات الإثنان والعشرون عامًا، من مواليد محافظة القاهرة، وتدرس تكنولوجيا وتطوير الأعمال، شغوفة للقراءة منذ نعومة أظافرها، وقد بدأت الكتابة منذ عام 2019 عن طريق نشر بعضًا من القصص القصيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، ولقت إهتمامًا كبيرًا من القُرَّاء والمتابعين لها حتى صدر لها أول عملًا روائيًا وهي رواية (رسائل محرمة) والتي شهدت نجاحًا باهرًا وأصبحت ضمن قائمة الإصدارات الأكثر مبيعًا لدار إبهار للنشر والتوزيع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2021، وقد صدرت منها ثلاث طبعات، بالإضافة لصدور روايتها الثانية (قصاصات بخط الجدار) وقد تصدرت أيضًا قائمة الأكثر مبيعًا ضمن إصدارات دار إبهار لعام 2022.
كما أنها وعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها لها صدأ واسع بين مجتمع القُرَّاء وخاصة البوكتيوبر المشاهير والقُرَّاء أصحاب القاعدة الجماهيرية الكبيرة من المتابعين لمرجعاتهم للروايات.
وقد بدأ حوارنا كالتالي:-
– من وجهة نظركِ هل الكتابة موهبة فطرية أم أنها مهارة مكتسبة وقابلة للتطوير؟
موهبة فطرية ولكن لا بد من تطويرها طوال الوقت، وإثقالها بالدراسة، والبحث طوال الوقت.
– أي نوع أدبي تفضلين القراءة به؟
أُفضل القراءة في جميع المجالات؛ لأنني مؤمنة أن تنوع القراءات هام جدًا بالنسبة للكاتب؛ لكي يستطيع الكتابة ببراعة في أنواع أدبية مختلفة.
– كما علمنا أنك تفضلين القراءة للكاتب الراحل “نجيب محفوظ”، والكاتب الكبير “خيري شلبي”. فما الأثر الذي تركوه للكاتبة سما هاني في حياتها وكتباتِها؟
القراءة لعمالقة الأدب العربي ترك في نفسي أثرًا أن الكتابة الصادقة تعيش للأبد، وعشقت على أيديهم اللغة العربية، وتعلمت التلاعب بمفرداتها.
– كونكِ قارئة شغوفة، فهل تجدين أن الكتابة لمن يستطيع التعبير عن مشاعره فقط، أم أنها تعتمد بصفة أساسية على القراءة كثيرًا؟
من وجهة نظري لا يمكن أن يكون الكاتب لا يقرأ، وتنوع وغزارة القراءة هام جدًا للكاتب، لتساعده في التعرف على أساليب وأفكار مختلفة، لأن لكل كاتب بصمته وفكره الخاص، ولا توجد وسيلة توفر لك هذا الكم الغزير من المعلومات سوى القراءة.
-كانت رواية (قصاصات بخط الجدار) تحمل مزيجًا من أدب الفنتازيا، والجريمة، والرومانسية، والدراما الحياتية، وألوان كثيرة من الأدب، فكيف استطعتِ الدمج بين كل هذه الألوان الأدبية، وما الغرض من ذلك الدمج؟
أردت صُنع خلطة أدبية خاصة بي، لأنني لا أُفضل أبدًا حصر نفسي في تصنيف وحيد رئيسي، أتبع الفكرة وهي بالنسبة لي المتحكم الرئيسي في تصنيف العمل، والغرض منه هو كتابة رواية تجمع بين أكثر من تصنيف أدبي؛ لأنني نادرًا ما أصادف هذا النوع من الروايات.
– يتغلب الطابع النفسي على رسم الشخصيات في أعمالك الأدبية، فهل هذا الطابع من وحي الخيال، أم أنه ناتج عن تجربة لأشخاص واقعية؟
أعتبره تفضيل شخصي، أحب رسم شخصياتي بشكل أقرب ما يكون للواقع، حيث يكون القارئ قادرًا على الشعور بإمكانية مقابلة تلك الشخصيات في الحياة الواقعية، ولذلك أقوم بالمزج بين الواقع والخيال معًا لخلق شخصية رمادية ثلاثية الأبعاد.
– كيف كان شعوركِ الأول حين أصبحت بكورة أعمالك ( رسائل محُرمة) على أرض الواقع؟
شعرتُ بمزيج من الأحاسيس المختلفة، تأرجحت بين السعادة العارمة والمسئولية معًا، ترقبت رد فعل القراء على مولودتي الأولىٰ، وكنت سعيدة جدًا بالأراء الإيجابية والنجاح المبهر الذي حققته رواية رسائل محرمة بوصولها للطبعة الثالثة وترشيحها لجائزة أفضل عمل أدبي صاعد.
– قد أُختيرت رواية (رسائل محرمة) ورواية ( قصاصات بخط الجدار) ضمن الأعمال الروائية المقترحة لجائزة أفضل عمل أدبي صاعد لجائزة I Read ، فكيف كانت هذه التجربة بالنسبة للكاتبة سما هاني؟
كنت أشعر بسعادة بالغة لاختيار أعمالي وترشيحها لعامين متتالين لجائزة أفضل عمل أدبي صاعد، خاصةً وأن لجنة التحكيم تضم أساتذة كبار من الكُتَّاب المبدعين وشعرت بالمسؤولية صوب كل حرف أكتبه.
– قد أعلنتِ عن عملٍ أدبي جديد صادرًا عن دار إبهار للنشر والتوزيع في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 ألا وهو ( عتمة نهار)، فما هو تنصيف ذلك العمل، وما الذي تأملين أن يحققه هذا العمل؟
تصنيف العمل الأدبي هو رواية تفاعلية، وهذا تصنيف نادر؛ لأنني أتعمد مخاطبة القارئ على مدار جميع صفحات الرواية، لذا يشعر دائمًا أنه جزء لا يتجزأ من العمل وبطل من أبطاله، له دور هام في خط سير الأحداث، وأتمنى أن تصل رسائلي الخفية التي وضعتها بعناية بين السطور، وأن يحقق نجاح وانتشار واسع كأعمالي السابقة، وأن يقبل القُرَّاء التحدي، تحدي جنون الفكرة لأنها بعيدة كُل البعد عن الإطار التقليدي.
– كونكِ سيناريست هل تأملين بتحويل أحد أعمالك الأدبية لعمل فني مستقبليًا؟
بالطبع، أتمنى ذلك، وأسعى إليه؛ لأنه مع الأسف الشديد فئة المشاهدين تفوق نسبة القُرَّاء، وأتمنى أن يصل فكري لكل بيت مصري.
– قمتِ بعمل سلسلة حلقات تحت عنوان ( استراحة لقلبك) تحت محتوى علم نفس، هل ذلك المحتوى نتاج حبك الشديد لعلم النفس أم أنه ناتج عن دراسة عميقة لكل موضوع وتجارب حقيقية؟
لم أنتهي من السلسلة بعد، توقفت لفترة لكنني سأعاود تصوير حلقات جديدة إضافية بشكل مكثف لتعويض ما فاتني الفترة الماضية كما أنني شغوفة جدًا بعلم النفس، أتأمل البشر وأتطلع لما تخبئه النفس، أرى أن الإنسان منا لا يرى انعكاسه بالمرآه، إنما انعكاس لنفسه التي هو بالفعل عليها، لذلك أقرأ كثيرًا في علم النفس، حتى في أعمالي أحرص على الإهتمام بالجانب النفسي والنشئة لشخوصي لتصبح أقرب ما يكون للواقعية، ولا أنفي أن البعض منها تجارب حقيقية، ولا أذكر أي معلومة طبية دون استشارة متخصصين في علم النفس.
– رسالة شُكر وإمتنان لمن تُقدميها ولماذا؟
لعائلتي، لأنني لولاهم ما كُنت أنا.
ولقُرَّائي، شكرًا لأنكم ساهمتم في تمسكي بحلمي وقلمي.
– ما الأهداف التي تطلع الكاتبة سما هاني لتحقيقها الفترة المُقبلة؟
أعمل على مشروعٍ كبير منذ سنوات طويلة، فكرته تلاحقني باستمرار وحماسي للفكرة لا يخمد، لكن كان لا بد من الإنتظار لأنه مشروع ضخم يحتاج الكثير من البحث والدراسة لتنفيذه، أتوقع الانتهاء منه العام المقبل.
وأتمنى نجاح روايتي عتمة نهار، وأنتظر على أحر من الجمر رد فعل قرائي على نهاية هذا العمل بالتحديد، كما أنني أعمل على سيناريو فيلم، أتمنى أن يتم تنفيذ فكرته قريبًا وأن يتحقق حلمي بمشاهدته في دور العرض.