
حوار : فاطمة عاطف
كاتبٌ يسعى إلى هدف سامي، لم يكن غرضه من الكتابة الشهرة، كسب المال، أو حتى الكتابة عن ما يشعر به، بل كان هدفه الأسمى هو التأثير بالقارئ،و وصف ما يحدث حوله بطريقة متباينة عن تلك التي إلتّف حولها كثير من الكُتاب في الأونة الأخيرة.
اختار المقالات؛ ليناقش من خلالها المشكلات التي تدور في المجتمع من حوله، وبالرغم من ذلك لم يتخلى عن مهارة الكاتب في نسج الجُمل البلاغية التي يصعب وصف جمالها.
الكاتب “أحمد صالح” ابن محافظة الغربية، مدينة طنطا، خريج كلية العلوم و التربية فئات خاصة، وأخصائي تخاطب، أخصائي نفسي، و أيضًا محدث تحفيزي، و مؤسس دار “بوڨار” التي ستحتل قريبًا إصدراتها معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.
_من بين كثيرٍ من فروع الكتابة لماذا اخترت المقالات بالتحديد؟
=اختياري للمقالات يتمثل في عدة أسباب مثل اختفاء هذا الفن الأدبي في العصر الحالي؛ لذلك سعيت جاهدًا لإعادة إحياء هذا الفن الأدبي، ومن ضمن الأسباب أيضًا؛ أن المقالة تُقدم رسالة هامة و هادفة و عاكسة لأوضاع المجتمع و تعبر بشكل كبير عن مجريات الواقع من خلال المناقشة و التساؤلات التي يطرحها الكاتب يجد القارئ نفسه في طيات سطور المقالة، وسبب آخر أن العصر الحالي يحتاج بشدة لإعادة الوعي الشامل وهذا يتم تحقيقه من خلال رسالة المقالة.
_تقول أن معظم المقالات نتيجة لبعض المواقف التي رأيتها. مثل ماذا؟
=ليس هذا بالتحديد ولكن هناك العديد من المقالات التي تعكس أوضاع مجتمعية ربما مرت و حدثت أمامي أو حدثت مع الآخرين والأمثلة عديدة…
على سبيل المثال؛ مقال سارة كان انعكاس لحال العديد من الفتيات في المجتمع.
مقال أزمة أمة في كتاب “ازيك يا بائس” ، يعكس حالة الأمة العربية التي نمر بها الآن و نتعايش معها.
مقال القدس لنا؛ يتحدث عن الأزمة الفلسطينية وكذلك مقال العروبة يتحدث عن أزمة و دور العرب في الوضع الراهن.
كل هذه المقالات من كتاب “ازيك يا بائس” .
مقال كأس و دخان من كتاب “أسود بهتان” يتحدث عن الخمر و الدخان و خلافه؛ كل هذه الأشياء نراها في أرض الواقع.
والأمثلة لا تنتهي.
_هل اكتفيت من كتابة المقالات بعد إصداراتك الثلاثة وتنوي أن يكون عملك القادم مختلف عن المقالات؟
=بشكل صريح لن انتهي من كتابة المقالات ولكن بشكل عملي العمل القادم بعد كتاب “من وحل الواقع” سيكون عمل مغاير تمامًا للمقالات.
_هل لك بإعطائنا نبذة بسيطة عن فكرة العمل الجديد؟
=فكرة العمل الجديد متمثلة في اسم الكتاب ” من وحل الواقع”.
أمور عديدة و متنوعة تحدث و حدثت و ستحدث في أرض الواقع، نتحدث عنها في هذا الكتاب و نرى فيه ما الذي يمكن أن نفعله.
_ما سبب اختيارك لعناوين قد تكون غامضة بعض الشئ بالنسبة للكاتب؟
=الغموض بالمعنى الحرفي أن أجعل القارئ في قمة تركيزه إلى الرمق الأخير وبطبيعة الحال الغموض في مثل هذه الأشياء تجعل القارئ في قمة الشغف و البحث عن عنوان أو اسم الكتاب ماذا يكون في طياته.
_ما هو المقال الذي كتبته وتأثرت به كثيرًا عند الكتابة؟
=ليس مقال محدد فكل مقالة من مقالتي كُتبت بدم قلمي حتى وإن كانت الميم باء؛ كلهم أولادي ولا تميز بين الاولاد.
_”بوڨار” كيف طرأت في عقلك فكرة تأسيس تلك الدار، وما هو الغرض منها؟
=على مستوى شخصي أحب أن أقدم كل شئ بنفسي لم أكتفي فقط بكوني كاتب أُرسل العمل إلى دار النشر و أنتظر الرد، وخلاف ذلك الأسعار الفلكية لدور النشر؛ لذلك سعيت جاهدًا على إنشاء دار “بوڤار” بطبع كاتب لا مدير دار؛ فأنا أشعر جيدًا بحال الكاتب؛ لأني في الأساس كاتب قبل أن أكون مديرا للدار…
والغرض منها هو إعلاء راية الأدب العربي و دعم قوي و حقيقي لكافة المواهب في الوطن العربي.
_لماذا تُطلق على نصوصك أنها “جلد ذات”؟
=لأنها دائما موجعة تخاطب النفس و تكشف عن أسرار الجروح.
_ما سبب الوِرد اليومي لك من النصوص القصيرة في مجموعة الواتساب؟
=سبب الورد اليومي، هو مشاركة لطيفة بيني و بين القارئ مساء كل يوم.
_ما هي أكثر الصعوبات التي واجهتك في كتابة المقال؟
=لم يكن هناك صعوبات؛ فإذا كان عدم وجود متابعين في البداية تعتبر صعوبات فتلك هي الصعوبات، ولكني أرها أمر طبيعي في بداية كل شيء.
في نهاية حديثنا نشكر الكاتب المميز “أحمد صالح” على وقته الثمين.