
حوار: عاليا محمد
*ممكن بطاقة تعريف حضرتك.
_معاكم
ا.ام هاشم وهبة:
مدير عام بالهيئة الوطنية للإعلام.
باحث برنامج ماجستير في الاقتصاد الأفريقى – كلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة
وعضو لجنة الشئون الأفريقية بمؤسسة المرأة المصرية و الافريقية.
عضو النادي الدبلوماسى للمرأة الأفريقية.
عضو هيئة تحرير مجلة شباب افريقيا.
مستشار التعليم بشركة آيم للخدمات التعليمية.
مدرب دولى معتمد فى مهارات التفكير و التحول الرقمى.
*ما هي السمات المشتركة بين أم هاشم الإنسانة والإعلامية؟
_الشخصية لا تتجزأ سواء إعلامية أو إنسانة عادية، الإعلام مرآة المجتمع وهو مجموعة من الأفراد مثلي ومثلك وغيرنا، بالتالي من عوامل نجاحي كأعلامية هي أنسنة بعض المبادئ التي يغلب عليها الطابع العملي وتحويلها للطابع الإنساني، والمقصود بالأنسنة هو جعل العامل البشري في الحياة هو أهم العوامل التي يبني عليها الإنسان نجاحه، وبمعنى آخر فعواملي المشتركة بينهما هي الثقافة وحب العلم والوثوق بإن فوق ذو علم عليم، وحب الناس والشعور بهم والتكيف مع الأوضاع المختلفة وحب العمل الجماعي.

*من هم أهم الشخصيات واهم الظروف التي ادت لتكوين تلك الشخصية؟
_الشخصية تتكون نتيجة عدد من الخبرات والتجارب على مر الحياة،وتلك الخبرات هي ما أصقل شخصيتي، مرورًا بمرحلة الدراسة ومن ثم العمل في التلفزيون، والعمل كمدربة والجمع بين التدريب والإعلام، وحلمي الذي يسيطر عليَّ والذي سوف نتكلم عنه بالتفصيل ، ومن أهم الشخصيات هو مصطفى محمود، حيث قرأت له العديد من الكتب في علم النفس في سن مبكر وذلك جعلني قادرة على تحليل الشخصيات ومعرفة الصالح منها والطالح أيضًا، وفي مرحلة الدراسة الجامعية تنوعت القراءات بين الإقتصاد والتجارة وأيضًا زيادة الوعي بالظروف المحيطة، حيث تم تخرجي في عام 1991، وكان هناك تغير كبير في الإقتصاد العالمي وظهور مفاهيم وأشياء جديدة في هذا العالم، ولذلك كان ينبغي إعادة هيكلة، ومن أهم الشخصيات أيضًا عبدالوهاب مطاوع _رحمه الله_ صاحب بريد الأهرام وكان يعرض تجارب حياتية وحلول واقعية وبذلك استفدت دون خوض تلك التجارب ولكن بمجرد القراءة والتعرف على حلولها، وفي المجال الإعلامي الأستاذة سامية الإتربي وعائلتها.
*ما هي الطفرات الغير متوقعة في الاتجاه المهني لحضرتك؟
_تخرجت وكنت الأولى على دفعتي وسُجلت كطالبة بحث في كلية تجارة الإسماعيليّة جامعة قناة السويس وتم تعيني فالكلية ولكن تعرضت لعدة مواقف أوصفها بالفساد التام ولم اكن على قدر من الوعي لأخذ الإجراءات ضدها وتلك كانت أول طفرة، ثم عملت في التلفزيون فالقناة الرابعة وكان هذا أمرًا كبيرًا بالنسبة لي، ونتيجته لم أستطع المكوث في الإسماعيلية والإستقرار في القاهرة والعمل في ماسبيرو بعد 5-6 شهور من تخرجي، ثم يأتي حلمي بالرجوع للكلية وعملي كمعيدة وكنت قد قطعت شوطًا كبيرًا في الماجستير ولم يغب هذا الحلم حتى صار عمري 48 عامًا ولم أكن راضية عن واقعي ولكني قد توصلت لتحقيق هذا الحلم بعد هذا الوقت. وأصبحت طالبة دراسات عليا في كلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة. وأخذت الدبلومة والماجستير بإمتياز، وانا الآن في مرحلة إعداد الرسالة وتعديلها، دعواتكم للحصول على حلم الدكتوراة.
*طبعًا دعواتنا لحضرتك في الحصول على الدكتوراة، كلمة إعلامي مرتبطة في أذهان العامة بالثقافة ، فما دورها في صياغة شخصيتك الإعلامية؟
_دورها مهم جدًا، حيث أن الإعلامي يجب عليه ان يكون ملمًا بالعديد من الثقافات، لأنه يرى ما اايراه او يسمعه الجمهور ويقرأ ما بين السطور ويجد حلاً للقضايا ويجب أن تكون حلوله واقعية ويسد احتياجات المشاهد وتعطيه الثقافة طلاقة في التعبير والحياة عمومًا، وقد ساعدتني ثقافتي في تحصيل المعلومات وتحليل الشخصيات وإدارة المواقف والأزمات وإعطائي عمق في التفكير.
*قد نرى على شاشات التلفاز بعض الإعلاميين الحياديين وغيرهم منحاز لرأي معين ، فما اهمية الحيادية وهل من الصحي وجود النوعيين ؟
_الحيادية مبدأ ضروري من مبادئ الإعلام الراسخة، والحيادية هي أن تكون في منتصف الدائرة وتكون على مسافات ثابتة من منحنى الدائرة، حيث ان الإعلامي هو من يدير الحلقة ولا يدلي برأيه، ولكن الإنحياز مطلوب في بعض الموضوعات مثل سياسة الدولة العليا ولذلك يجب للوطنية أن تغلب وننحاز لمصلحة الدولة، والإنحياز في القضايا الأخلاقية التي تشكك في العادات والتقاليد الراسخة، والقضايا التي تمس العقائد والشرائع وتسمى تلك القضايا بالقضايا الشائكة.
*قد رأينا الإعلامي توفيق عكاشة بكارزماته المعروفة وكان بذلك يوجه جمهوره مع انه لم يكن حياديًا ولكنه اكتسب شعبية ضخمة ، هل هناك تعارض بين الإعلامي الناجح جماهريًا والإعلامي الناجح اكاديميًا؟
_ليس هناك تعارض بينهما، فالأول يمس أرض الواقع ويسد احتياجات المشاهد، والثاني له قاعدة معرفية بأخلاق الإعلام وعلومه وميثاق الشرف الإعلامي، وكان توفيق عكاشة أصدق مثال على ذلك حيث أنه ناقش قضايا وناقش فئات معينة وهي محدودة الدخل وبالتالي نجح لأنه عاملهم باللغة اللي بيفهموها.
*ما هي القضايا الأساسية التي يجب على الإعلامي الوقوف بجانبها وتناولها من حين لآخر؟
_قضايا الأخلاق والسلوكيات، إنت كإعلامي بتشكل الرأي العام للمجتمع بكل مبادئه، وكل فترة يجب إعادة إرسال الرسالة الصحيحة للإعلام وهو بناء صحيح للمجتمع والمواطن المصري الذي لا يهمه الدين أو الجنس، وإرساء مبدأ المواطنة وحب العمل، يجب تشكيل مجتمع إيجابي صحي بعيد عن الملوثات خاصةً الثقافات التي لا تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا وعقائدنا الدينية.
*للفنانيين العديد من المهرجانات كالجونة والقاهرة ، ما هي أهم محافل الإعلاميين ؟
_ليس لدينا مهرجان،ولكن لدينا عيد نعيد به الإعلاميين القدامى إلى الأذهان، وأهم مثال قناة ماسبيرو زمان التي تحرز أعلى نسبة مشاهدة اكثر من الأعمال الحالية، ولكن أيضًا المهرجانات عبارة عن ميديا، والإعلام مرئي أو مسموع أو مقروء أو إلكتروني، وبالتالي تضم المهرجانات جميع أنواع الإعلاميين، المهرجانات هي أحد منتجات العمل الإعلامي.
*ما هو اعظم إنجاز قد يحققه الإعلامي في مسيرته المهنية ؟
_يكون صادق مع نفسه وظاهره كباطنه مثلاً يكون عليه شبهات أخلاقية ويتحدث في برامجه عن الأخلاق والعادات والتقاليد، ويقدم برامج يمس بها احتياجات المواطن وحلولاً تلمس أرض الواقع ليست من الفضاء، وأن تكون مسيرته مشرفة ولها أعمال تذكر على مر التاريخ، كمثال الإعلامية العظيمة سامية الإتربي والمُعد ذو القامة يحيى تاضروس وبرنامج حكاوي الأهاوي الذي يعتبر من رموز الإعلام المصري العربي.
*ما هو ترمومتر النجاح للإعلامي الجمهور ام الوسط؟
_ترمومتر نجاح الإعلامي هو الجمهور وليس الوسط. فإن الوسط قد يكون مجاملاً وهناك عوامل نفسية تؤثر على الإعلاميين كمجتمع للعمل الإعلامي، ولكن الجمهور هو المؤشر الصادق.
*هل حضرتك بتقبلي النقد وهل قساوته تؤثر عليكِ ؟
_بقبل النقد والرأي الآخر وخاصةً لو كان بناء، إن كان هناك مثلاً نقطة ضعف وكنت ممكن أقوله بصورة أفضل في إطار الإحترام وتقدير، بأسلوب الساندويتش المتعارف عليه، أولاً الثناء ثم النقد بطريقة بناءة ثم تنهي بجملة ثناء أخرى.
*من هو قدوة أم هاشم في مسيرتها المهنية؟
_في العمل الإعلامي عائلة الأتربي، في العمل التدريبي عدد من المدربين ومنهم دكتور الباهي جاد مؤسس سمارت الدولية للموارد البشرية وكان له تأثير إيجابي لأنه قابلني في مرحلة مفترق طرق ولم أكن حددت ما أريده بعد، وكطالبة وباحثة في مرحلتي الأولى كان لي دكتور صادق جدًا وله جمل مازلت أتذكرها، ولكن في مرحلتي الثانية قلما يؤثر فيَّ أحد.