
كتبت إسراء حمدي
تقع هذه التحفه المعماريه المهيبه في حي العباسية في القاهرة وبني قصر الزعفران على طراز قصر “فرساي” في فرنسا.
ويرجع إنشاء هذا القصر المنيف إلى عام 1870 وتحديداً في عصر “الخديوي أسماعيل ” الذي تقول المراجع التاريخية إنه أتم بناءه على أنقاض “قصر الحصوة” الذي بناه ” محمد علي ” ، ويشير الخبراء إلى أن إسماعيل عهد إلى مهندس يدعى “مغربي بك سعد” بتصميم هذا القصر والإشراف على بنائه ، وأنه اشترط عليه أن يبني القصر على غرار قصر “فرساي “في فرنسا الذي كان الخديوي قد قضى فيه فترة تعليمه .
وبتاريخ 4 يناير/ عام 1871،
أهدى ” الخديوي إسماعيل” هذا القصر إلى والدته ” خوشيار قادين” ، الزوجة الثانية لنجل “محمد علي باشا” وهو “القائد إبراهيم باشا” ، بعد إصابتها بمرض عضال حتى تقيم به للإستشفاء وفقاً للورقةالبحثية ونظراً لنقاء الجو في المنطقة التي يوجد بها القصر، أمر الخديوي بإنشاء حديقة حوله بلغت مساحتها حوالي 100 فدان وزُرعت بالكامل بنبات الزعفران ، وكان ذلك سبب تسمية القصر بـ”قصر الزعفران” .
وقد أضافت جامعة عين شمس علي صفحتها الرسمية سبب آخر عن بناء ” قصر الزعفران ” إنه ارتبط اسمه بالخديوي إسماعيل، بناه المعماري الإيطالي أنطونيو لاشياك عامي 1901-1902 ، للأميرتين جنانيار هانم وجشم آفت هانم أرملتي الخديوي إسماعيل، وتخليدًا لذكرى الزوج الفقيد. كلفت الضرتان المهندس المعماري أنطونيو لاشياك بوضع وحدات زخرفية تمثل المونوجرام الخاص بالخديوي إسماعيل، بالحرف الأول من اسمه داخل إكليل نباتي مكون من غصنين متقابلين في شكل دائري يعلوهما التاج الملكي ذو الهلال، كأحد الشارات الملكية التي عرفت للحكام والأمراء من عصر أسرة محمد علي.
القصر من الداخل .
ينفرد القصر من الداخل بمجموعة من العناصر الزخرافية النادرة فضلاً عن معماره الفريد ويتحلى بسلم كبير مصنوع من النحاس وهو سلم ذو طرفين يرتفع بمستوى طابقي
ويقول خبراء الآثار إنه يكاد يكون السلم الوحيد في مصر الذي يضم هذه الكمية من النحاس، وسقف القصر تحفة فنية حيث إنه عبارة عن زجاج بلوري معشق بالرصاص تم طلاؤه بألوان زاهية تعكس على السلم ألوان السماء في مختلف حالاتها، كما يضم الطابق الأول مجموعة من الأعمدة ذات الطراز اليوناني الروماني من الرخام الأخضر والأصفر بتيجان مذهبة، ويضم الطابق الثاني للقصر ثماني غرف نوم كل غرفة بها صالون وحمام كبير تركي مصنوع من الرخام وحوائط الحجرات مزينة بأشكال الورد والزهور الملونة إضافة إلى تزينها بالذهب الفرنسي .
سوء أحوال القصر في عصر ” توفيق باشا “
خصص القصر للضباط الإنجليز في عهد “الخديوي توفيق “والذين استخدموه أسوء إستخدام لمدة 5 سنوات، ثم طلب منهم الأمير حسين كامل دفع إيجار شهري قدره 50 جنيه عن كل شهر أستخدموه فيه ومع أستمرار دفع الإيجار شهرياً، ولكن الجنرال “إستفانسون” قائد قوات الجيش الإنجليزي في مصر أنذاك طلب أستشارة حكومة بلاده وبعدها ترك السراي في أواخر سبتمبر 1887 م إلا أنه لاتوجد وثائق تؤكد سدادهم مبلغ الإيجار الذي طلبه الأمير “حسين كامل”.
في عهد فؤاد الأول الذي تولي حكم مصر عام 1917 م قررت الحكومة ترميم السراي وتجديدها حتى تصبح دارا للضيافة ينزل بها من يفد إلى مصر من ملوك وأمراء وبعد ذلك صدر أمر بإنشاء مدرسة ثانوية في القصر عرفت باسم مدرسة “فؤاد الأول ” ثم تم نقلها إلى المبنى المخصص لها بحي العباسية، وتم توقيع معاهدة 1936 م بين مصر وإنجلترا وما زالت المائدة التي تم توقيع المعاهدة عليها موجودة في مكانها بصالون القاعة الرئيسية وحولها طاقم من الكراسي المذهبة .
” قصر الزعفران ” حالياً
تم تخصيص قصر الزعفران ليكون مقرا لجامعة” إبراهيم باشا ” سابقاً جامعة عين شمس حالياً وعند إنشائها كانت تشغل كلية الحقوق الطابق الأول والآداب وملحق إدارة الجامعة وغيرها من المباني الجامعية في المساحة المحيطة بالقصر وحالياً أصبحت تشغله إدارة الجامعة فقط، وتم تسجيل قصر الزعفران ضمن الآثار الإسلامية وأهتمت “جامعة عين شمس ” بترميم هذا الأثر الجميل بالتعاون مع هيئة الآثار المصرية.